Pages

Friday, May 21, 2010

5 Anak Kunci Untuk Membuka Pintu Hati

http://da3yat.com/vb/image.php?u=5374&dateline=1273333610

  1. Senyum dan berwajah manis.
  2. Memberi salam dan menghormati orang lain.
  3. Memberi hadiah dan berkasih sayang.
  4. Ziarah dan melayan tetamu.
  5. Bertolak ansur dan bermaaf-maafan.
مفاتيح القلوبفربما تجد المرء لا يميل إلى المرء، أو لا يحبه، فتسأله: لم لا تميل إلى فلان أو توده؟ فيقول لك:قلبي لا يرتاح إليه.. وفي كثير من الأحوال تكون المعادلة هي مفتاح القلوب، فربما يكون القلب معرضاً منقبضاً عن إنسان، فإذا تغيّرت المعاملة إلى معاملة فيها حسن وفيها عون ونفع؛ فإن ذلك يحوِّل ما في القلب ويهيئه للتقبل، ويفتح الأبواب للمحبة والمودة، وما ينبغي أن يكون بين أهل الإيمان، وموضوعنا عن بعض الأمور اليسيرة، والأعمال الهينة غير العسيرة التي تبذر بذور المحبة في القلوب، وتفتح مغاليق أبوابها، وتذلل الطريق إليها، وتفرش الورود والندى فيما بين قلوب أهل الإيمان، حتى تأتلف وتمتزج بماء المحبة والإخاء .
ولا شك أن أعظم إنسان عمل في استمالة القلوب وآلفها هو النبي صلى الله عليه وسلم، والفضل في ذلك والمنة لله سبحانه، فقد امتنّ الله على رسوله بنعمة تأليف قلوب أصحابه ومحبتهم له كما قال عز وجل:{ وَأَلَّفَ بَيْنَ قُلُوبِهِمْ لَوْ أَنْفَقْتَ مَا فِي الْأَرْضِ جَمِيعًا مَا أَلَّفْتَ بَيْنَ قُلُوبِهِمْ وَلَكِنَّ اللَّهَ أَلَّفَ بَيْنَهُمْ إِنَّهُ عَزِيزٌ حَكِيمٌ[63]}[سورة الأنفال].
هذه المنة يذكرها الله عز وجل في سياق الامتنان على الرسول عليه الصلاة والسلام، والناظر في حال المصطفى عليه الصلاة والسلام في أخلاقه وشمائله؛ يجده في جميع مناحيه نوع من تأليف القلوب، واستجلاب المحبة، وإدامة المحبة، ونحن ذاكرون إن شاء
الله في هذا الدرس بعض مفاتيح القلوب:
المفتاح الأول: الابتسامة وطلاقة الوجه: ولا شك أن هذه الابتسامة لها أثرها العظيم، و الابتسامة التي نريدها هي ابتسامة المشاعر الصادقة، والمحبة الخالصة، وقد ورد عن النبي عليه الصلاة والسلام ما يبين أثر الابتسامة وأهميتها، فقد قَالَ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: [تَبَسُّمُكَ فِي وَجْهِ أَخِيكَ لَكَ صَدَقَةٌ]رواه الترمذي. و الابتسامة لها أثرها القلبي والنفسي في تقارب القلوب وتآلف النفوس؛ فإن النبي صلى الله عليه وسلم قد قال في شأن النفوس: [لَا تَحْقِرَنَّ مِنْ الْمَعْرُوفِ شَيْئًا وَلَوْ أَنْ تَلْقَى أَخَاكَ بِوَجْهٍ طَلْقٍ]رواه مسلم. طلق أي متهلل ب الابتسامة ودلائل الفرح والسرور، وهذا أيضاً يدل على أن هذه الابتسامة معروف يُبذل، وأن هذه الابتسامة ليست شيئًا هينًا، قال عليه الصلاة والسلام: [لَا تَحْقِرَنَّ مِنْ الْمَعْرُوفِ شَيْئًا وَلَوْ أَنْ تَلْقَى أَخَاكَ بِوَجْهٍ طَلْقٍ]رواه مسلم. فهي من المعروف اليسير الذي له أثر بإذن الله كبير .
إعلانات رَوْحية مبوَّبة:
الإعلان الأول: هذه الابتسامة كأنها نوع من إعلان القبول والرضا بلقاء هذا الذي تبسمت في وجهه .
الإعلان الثاني: هي إظهار للمحبة والمودة .
الإعلان الثالث: هي دعوة للمزيد فإنك إذا تبسمت في وجهه أقبل عليك وسلم وصافح، وعانق وكان ضيفاً عليك، أو دعوته للزيارة، لكن إذا رآك من أول الأمر عابس الوجه قال: الكتاب من عنوانه هذا، كأنك تقول له: لا تتقدم، ولا تأتي، ولا تتكلم، وليس لك عندنا مقام ولا رغبة، ولا أي وجه من وجوه الاستقبال، أو الإحسان .
ولذلك ترى دائماً بعض الناس إذا كان من طبعه عدم التبسم ودوام التجهم أن الناس ينفرون منه وقل أن تجد له صديقاً أو رفيقاً فإذا سئل الناس قالوا يا أخي هذا رجل صعب كأنه يقول لك لا تأتي إليّ، ولا تتعامل معي لمجرد هذا التجهم، وترك التبسم .
ونحن نسأل: كم هو الجهد الذي تبذله والتعب الذي تعانيه لكي تبتسم في وجه أخيك؟! لا تكلفك الابتسامة مالاً تخرجه من جيبك، ولا وقتاً تضيعه من وقتك، ولا جهداً ترهق به بدنك.. ابتسامة كما يقال: لا تكلف شيئاً، ومع ذلك بعض الناس يبخلوا بها، فمن بخل بما لا خسران عليه فيه فهو أشد الناس بخلاً ولا شك، ولذلك يقول بعض الذين كتبوا في ‘علم النفس والمعاملات الإنسانية’: إن الابتسامة لا تكلف شيئاً، ولكنها تعود بالخير الكثير، إنها تغني أولئك الذين يأخذون، ولا تفقر أولئك الذين يمنحون’. فإذا لم يكن عندك مال تعطيه فأعط من بشاشة وجهك، فهذا الذي ينبغي أن يكون من الإنسان لأخيه المسلم.

المفتاح الثاني: التحية والسلام: فبعد الابتسام يأتي السلام، والسلام في الأصل السلامة، فمعنى السلام: هو التأمين والإقرار بالسلام، فإذا قلت للإنسان: السلام عليكم، يعني اطمئن، فلن يأتيك شر فأنت في أمن وسلامة، ولا شك أن هذا معنى مهم، وله أثره الكبير في تآلف ومحبة القلوب.
والسلام تحية من الله، وسنة من سننه صلى الله عليه وسلم، فعن ابن عمر:’ إِذَا سَلَّمْت فَأَسْمِعْ- يعني: إرفع صوتك حتى تسمع غيرك- فَإِنَّهَا تَحِيَّة مِنْ عِنْدَ اللَّه’رواه البخاري في الأدب المفرد. ولم يكن السلام معروفاً في الجاهلية وإنما السلام جاء من شعائر الإسلام، وفيه الفضل والثواب العظيم، فأولى الناس عند الله مَنْ؟ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: [إِنَّ أَوْلَى النَّاسِ بِاللَّهِ مَنْ بَدَأَهُمْ بِالسَّلَامِ] رواه أبوداود والترمذي وأحمد. فإذا كنت تريد أن تكون الأولى عند الله، والمقدّم؛ فلتكن البادئ لأهل الإسلام بالسلام.
ومن أعظم ما ورد في فضائل التحية والسلام: حديث أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: [لَا تَدْخُلُونَ الْجَنَّةَ حَتَّى تُؤْمِنُوا وَلَا تُؤْمِنُوا حَتَّى تَحَابُّوا أَوَلَا أَدُلُّكُمْ عَلَى شَيْءٍ إِذَا فَعَلْتُمُوهُ تَحَابَبْتُمْ أَفْشُوا السَّلَامَ بَيْنَكُمْ] رواه مسلم. فإذاً السلام يؤدي إلى المحبة، والمحبة هي من دلائل الإيمان، والإيمان هو مفتاح الجنة.
فهذه فضائل عظيمة تدلنا على الآثار النفسية، وعلى الآثار في الأجر والمثوبة، ولا شك أنك إذا تبسمت ثم سلمت؛ فإن ذلك كما قلنا يزيد من عقد المحبة، ويسهم بقوة في إزالة الجفوة، أو الصد والإعراض، كما أنه أيضاً يُسلم إلى ما بعده فمن سلم صافح، ومن صافح عانق، ومن عانق تحدث ومن تحدث دعا فتفضل، ومن تفضل وأكرم وأضاف إلى غير ذلك مما تتسلسل به العلاقات التي تزيد المحبة والمودة، ومن ثم عرف الصحابة أثر هذه التحية فيما يتعلق بفتح القلوب وغسلها وتنظيفها:
فقال عمر رضي الله عنه: ‘ ثلاث يصفين لك ود أخيك: أن تسلم عليه إذا لقيته وتوسع له في المجلس وتدعوه بأحب الأسماء إليه’.
والسلام كما قلنا مثل الابتسامة لا يكلف لا مال، ولا تعب ولا جهد، سلم وأكثر من السلام حتى يشيع السلام
 .
المفتاح الثالث: الهدية والهبة: والهدية:’ما يعطى بقصد إظهار المودة، وحصول الألفة والثواب للأقرباء، أو الأصدقاء، أو العلماء، أو من يحسن الظن به’ .
بمعنى أنها تقدم لا يراد بها بدل، وليست هي في مقابل ثمن، أو سلعة، أو نحو ذلك، بل هي ما يقدم بلا عوض بقصد إظهار المودة وحصول الألفة، ومن ثم كانت الهدية مفتاحاً للقلوب، وقد قال القائل في هذا:
هدايـا النـاس بعضهم لبعض تولـد فـي قلوبهم الوصال
وتزرع في الضمير هوى وودًا وتلبسهم إذا حضروا جمالًا
وهذا أمر ظاهرٌ لا إشكال فيه؛ لأن له معناه وأثره المشهود في طبائع النفوس وسجيتها؛ فإن النفس والقلب لا شك يتأثران بالهدية؛ امتنانًا من صاحبها، وشكرًا له، ومودة ومحبة له، وإضافة لذلك ؛ فإننا نرى دلائل الشرع تؤيد هذا وتؤكده؛ لما في حديث المصطفى صلى الله عليه وسلم: [تَهَادَوْا تَحَابُّوا] رواه البخاري في الأدب المفرد. وهذا من جوامع كلمه عليه الصلاة والسلام لخّص فيه الفعل وأثره : [تَهَادَوْا تَحَابُّوا] أي: اجعلوا بينكم التهادي وتبادل التهادي؛ يحصل بينكم أو يقع لكم أصول المحبة فيما بينكم بإذن الله عز وجل.
وليست الهدية ذات أثر في إيجاد المحبة فقط بل لها أثر بإذن الله في إزالة الجفوة، وفي مسح ما قد يكون من غضب أو ضغينة؛ فإن الإنسان ربما يخطئ على أخيه، فيقع من أثر الخطأ نوع جفوة، أو بعض غضب، أو قليل من شحناء، أو بغضاء، فإذا بادر إلى الهدية، فكأنها لسان حال الاعتذار، وكأنها جلاء ما في القلب من الأقذار والأكدار
حالات الهدية مع المحبة:
1- استنباط المحبة قبل وجودها:وذلك في الغالب يكون في أوائل العلاقة؛ فإنك تتعرف على إنسان أو تحل ساكناً جديداً، فتبادر القوم، أو يبادرك جيرانك بالهدية؛ ليستنبطوا المحبة، ويغرسوا بذرتها، فتكون بداية لما يأتي بعدها من علاقات، ومعاملات، وإحسان وإكرام، ونحو ذلك .
2- لإظهار المودة: بمعنى أنه قد تكون بينك وبين أخ لك علاقة قوية، وصلة وطيدة، وزيارة متبادلة، والحب بينكم عامر، ولكنك تريد أن تعبر له عن أن محبتك له ومكانته في نفسك عظيمة، فكأن هذا دليل على ما يلمسـه من معاملتك وعلاقتك به، وهي- وإن كانت المودة في القلب والمحبة- فإنها بتأكدها وإظهارها .
3- درء الضغينة، وإزالة الجفوة: وذلك إذا وقعت.
وحسبك بهذه الأغراض أثرا في القلوب والنفوس .
ولكي تؤتي الهدية ثمارها المرجوة نقف هذه الوقفة مع بعض التوجيهات والوصايا في الهدايا.
توجيهات ووصايا:
أولاً: الإهداء عند الابتداء: إذا تعرفت على أخ لك ؛ فإنك ما تزال تريد أن يكون بينك وبينه علاقة ولقاء وحديث ومناقشة ومزاورة وربما يطول الوقت حتى تحصل الألفة التامة، لكن كما يقولون:’ الهدية مرسول الحب’ . فابعث له بهديتك تكون لك رسولاً وما يأتي بعدها يزيدها إن شاء الله.
ثانيًا: الإهداء للأصدقاء والأحباء: فالإهداء للأصدقاء تجديدعهد واستمرار وود .
ثالثاً: تحيّن المناسبات للإهداء: ولا شك أن هذا فيه مراعاة لما يدخل الفرصة مضاعفاًً على النفوس، فيكون له أثر أكبر إضافة إلى الربط بين الهدية ومناسبتها، وفيه أيضاً إشعار باهتمامك بهذا الأخ وكأنك تتابع أخباره وأحواله، وهناك مناسبات عديدة والهدية تكون مع ربطها بمناسبتها جميلة ومؤثرة ولها أثرها الكبير .
رابعاً: البعد عن التكلف: فليست الهدية في قيمتها المادية، أو ضخامتها، وإنما في معناها ومغزاها وفي رمزها الذي كما قلنا إنها تطوي وتختصر معاني كثيرة، ورسائل عديدة، فلا ترى القليل من الهدية قليلا لا يستحق أن يهدي، بل قد قال النبي عليه الصلاة والسلام: [إِذَا طَبَخْتَ مَرَقَةً فَأَكْثِرْ مَاءَهَا وَتَعَاهَدْ جِيرَانَكَ]رواه مسلم. ولو من المرق .. ولا شك أنه لكي تدوم الهدايا لابد من البعد عن التكلف.
خامساً: قبول الهدية: وإن كانت قليلة، وقد قال النبي صلى الله عليه وسلم ضارباً من نفسه القدوة لغيره:[لَوْ دُعِيتُ إِلَى ذِرَاعٍ أَوْ كُرَاعٍ لَأَجَبْتُ وَلَوْ أُهْدِيَ إِلَيَّ ذِرَاعٌ أَوْ كُرَاعٌ لَقَبِلْتُ]رواه البخاري.
قَالَ اِبْن بَطَّال في تعليقه على هذا الحديث:’ أَشَارَ عَلَيْهِ الصَّلَاة وَالسَّلَام بِالْكُرَاعِ وَالْفِرْسِن إِلَى الْحَضّ عَلَى قَبُول الْهَدِيَّة وَلَوْ قَلَّتْ لِئَلَّا يَمْتَنِعَ الْبَاعِثُ مِنْ الْهَدِيَّة لِاحْتِقَارِ الشَّيْء , فَحَضَّ عَلَى ذَلِكَ لِمَا فِيهِ مِنْ التَّأَلُّفِ’ .وقال ابن حجر أيضاً في هذا الحديث:’ وَأُشِيرَ بِذَلِكَ إِلَى الْمُبَالَغَة فِي إِهْدَاء الشَّيْء الْيَسِير وَقَبُوله لَا إِلَى حَقِيقَة الْفِرْسِن لِأَنَّهُ لَمْ تَجْرِ الْعَادَة بِإِهْدَائِهِ أَيْ لَا تَمْنَعُ جَارَة مِنْ الْهَدِيَّة لِجَارَتِهَا الْمَوْجُود عِنْدهَا لِاسْتِقْلَالِهِ بَلْ يَنْبَغِي أَنْ تَجُودَ لَهَا بِمَا تَيَسَّرَ وَإِنْ كَانَ قَلِيلًا فَهُوَ خَيْرٌ مِنْ الْعَدَم’ .
وفي الحديث كما قال ابن حجر:’ الحث على التهادي ولو باليسير؛ لأن الكثير قد لا يتيسر في كل وقت’ . فإذا قبل النبي صلى الله عليه وسلم مثل هذه الهدايا، فكيف لا يقبلها عامة أمته وهم دونه عليه الصلاة[
color=0000FF]المفتاح الرابع: الزيارة والضيافة: والضيافة سيكون فيها طلاقة وجه، وسيكون فيها تحية وسلام، وسيكون فيها مصافحة ومعانقة، وكل ذلك مما ذكرنا من مفاتيح القلوب، فكأن الضيافة يجتمع بها كل ذلك.[/color] والسلام ؟!
المفتاح الخامس: السماحة: والسماحة تشتمل على معنيين:
أولًا: بذل ما لا يجب تفضلاً وهو الجود والكرم .
ثانيا: التسامح مع الغير في المعاملات . يعني أن يكون سمحاً.
وإذا قيل: فلان سمح فهذا يعني أنه ممن يُؤلف ويحب، ويمكن أن تتعرف عليه بسهولة، وأن تتعامل معه من غير تكلف، وأن تطلب منه من غير حرج… إلى آخر ذلك من الليونة والسهولة في المعاملة، والسماحة أصلاً من تشريعات الإسلام ؛ فإن الإسلام دين سمح قد قال الله عز وجل:{ يُرِيدُ اللَّهُ بِكُمُ الْيُسْرَ وَلَا يُرِيدُ بِكُمُ الْعُسْرَ…[185]}[سورة البقرة]. وسماحة الإسلام ظاهرة في أمور كثيرة.
وفي حديث ابْنِ عَبَّاسٍ قَالَ قِيلَ لِرَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَيُّ الْأَدْيَانِ أَحَبُّ إِلَى اللَّهِ؟ قَالَ: [الْحَنِيفِيَّةُ السَّمْحَةُ]رواه البخاري-تعليقا- وأحمد .
والمقصود بالسمحة أي: التي لا ضيق فيها وشدة، وفيها يسر وسهولة، والسماحة ولين المعاملة وغض الطرف أمر مقدَّر له الأجر الكبير، وهو أيضاً مما يؤلف القلوب عليك ويجمعها حولك؛ فإن الإنسان بطبعه لابد أن يخطئ فلابد أن يقع بينه وبين أخيه بعض ما قد يكون سبباً للعتب واللوم، فإذا كان سمحاً يغض الطرف، ويغضي عن الزلل والهفوة، ويسارع إلى الصفح والعفو، فلا شك أن هذا مما يستديم المودة، ويبقي الألفة، وأما إذا كنت تدقق على كل غلط، فتحسب كل كلمة، وتتابع كل حركة، وتقف على كل سكنة، فلا شك أنك ستكون رجلاً صعباً.
السماحة في البيع والشراء: كما قلت ورد في ذلك أجر عظيم، من هذا ما ورد في حديث طويل، وفيه: [ ثُمَّ يَقُولُ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ انْظُرُوا فِي النَّارِ هَلْ تَلْقَوْنَ مِنْ أَحَدٍ عَمِلَ خَيْرًا قَطُّ قَالَ فَيَجِدُونَ فِي النَّارِ رَجُلًا فَيَقُولُ لَهُ هَلْ عَمِلْتَ خَيْرًا قَطُّ فَيَقُولُ لَا غَيْرَ أَنِّي كُنْتُ أُسَامِحُ النَّاسَ فِي الْبَيْعِ وَالشِّرَاءِ فَيَقُولُ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ أَسْمِحُوا لِعَبْدِي كَإِسْمَاحِهِ إِلَى عَبِيدِي] رواه الإمام أحمد، وصححه بعض أهل العلم .
السماحة إذا هوت: بل هو وصف لرسول الله عليه الصلاة والسلام ذكَرته عائشة كما في صحيح مسلم قالت فيه:’ وَكَانَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ رَجُلًا سَهْلًا إِذَا هَوِيَتْ الشَّيْءَ تَابَعَهَا عَلَيْهِ’ يعني: إذا رغبت في شيء يوافقها عليها.
ولا يكون-كما يقولون- صلباً قاسياً لا يلين ولا ينقاد، ولذلك السماحة لها أبواب كثيرة .. السماحة مع الأهل في البيت الرجل مع زوجته بعض الناس يريد أن يجعل البيت ثكنة عسكرية، تمشي بالأوامر، وتنضبط بالعقوبات، وتلتزم باللوائح، هذا لا يكون في حياة يومية فيها أخذ ورد، ورضا وغضب، وأنس وانقباض، لابد أن تكون هناك مرونة أن يكون الإنسان كما يقولون: سهلاً مرناً، ولذلك نجد هذا المعنى في النداء القرآني:{ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِنَّ مِنْ أَزْوَاجِكُمْ وَأَوْلَادِكُمْ عَدُوًّا لَكُمْ فَاحْذَرُوهُمْ وَإِنْ تَعْفُوا وَتَصْفَحُوا وَتَغْفِرُوا فَإِنَّ اللَّهَ غَفُورٌ رَحِيمٌ[14]}[سورة التغابن].
السماحة في المعاملات: السماحة في المعاملات، وخاصة فيما يقع بين الناس من الأخذ والرد، وما قد يكون من التجهم أو الغضب، والله عز وجل قد قال:{…وَإِذَا خَاطَبَهُمُ الْجَاهِلُونَ قَالُوا سَلَامًا[63]}[سورة الفرقان]. يعني: قالوا قولاً يسلمون فيه من الإثم، ولا يتمادون فيه مع من أخطأ، أو جهل، أو غضب. فهذا من السماحة، نوع من الصدق والعفو والصفح والإعراض عن الذنب، والتجاوز عنه، والصفح أعظم من العفو؛ لأن الصفح إزالة أثر الذنب من النفس، أما العفو فهو إسقاط العتب واللوم دون أن يرجع الحب ويبقى في النفس ما يبقى، فقد يعفو الإنسان ولا يصفح، أما إذا أصفح، فإنه قد عفى وأزال الآثار الباقية في النفس، وقد قال عز وجل:{… فَاصْفَحِ الصَّفْحَ الْجَمِيلَ[85]}[سورة الحجر].
وقد قالوا: السماح رباح. و تربح علاقة خاصة إذا كان الخطأ قد وقع.
السماحة عند التمكن:ومن جميل ما يقال عن معاوية رضي الله عنه أنه قال:’ عليكم بالحلم والاحتمال حتى تمكنكم الفرصة فإذا جاءتكم الفرصة عليكم فإذا أمكنتكم فعليكم بالصفح وبالافضال’ .
ففي كلا الحالين أمر تألف به النفوس وتترابط به القلوب.وهذا من آثار السماحة والعفو، وهذا كما قلنا يدل على هذه المعاني التي نحن بصددها من تأليف القلوب وجمعها ومحبتها، ولا شك أن السماحة من هذه الأمور؛ لأن عوارض الحياة كثيرة في هذا الشأن، فنسأل الله عز وجل أن يجعلنا من المتخلقين بهذه الصفات،وأن يجعلنا ممن يستمعون القول فيتبعون أحسنه
من محاضرات:’مفاتيح القلوب’ للشيخ/ علي بن عمر بادحدح

No comments:

Post a Comment